1 قراءة دقيقة
في صمت السينما الأولى : عندما نـطـقـت الـصــورة قــبـل الـصــوت

تخيل أنك تجلس في صالة سينما قديمة،الضوء الخافت، والصوت الوحيد هو همسات الجمهور حولك. فجأة، تبدأ الشاشة بالعرض، لكنك لاتسمع شيًئا. تظهر مشاهد لعمال يخرجون من مصنع، فيلقاك عالم غير متوقع، عالم يتحرك دون صوت. نعم، إنها أولى خطوات السينما، رحلة بدأت بصمت.


اللقاء الأول مع الشاشة:"القطار"

عام 1895م، قدم الأخوان لوميير عرًضا لأول فيلم لهم: وصول القطار إلى المحطة. عندما رأى الجمهور القطار يقترب، ظن بعضهم أنه سيخرج من الشاشة، فهربوا من أماكنهم في ذعر.

 كانت الشاشة أشبه بوهم يتجاوز الواقع، حيث تتحرك الصور لكن دون صوٍت يصاحبها. 

كيف كان نجوم الصمت يحكون قصصهـم؟ إليك أحدهم: تشارلي شابلن، رجل لا يحتاج إلى كلام ليحكي مئات القصص. 

في فيلم The Kid، يخلق شابلن مواقف ُتبكيك وتضحكك في الوقت نفسه، فقط من خلال تعبيرات وجهه وحركاته العفوية.

 شابلن كان يستخدم قبعته، مشيته الغريبة، وشاربه الأيقوني كأدواتٍ تملأ الشاشة، كأنها تتحدث نيابة عنه.

الأفلام صامتة… لكن الصالات لم تكن صامتة

ربما ظننت أن الصالة ستظل صامتة. لكن لا، كان هناك عازف بيانو أو أوركسترا صغيرة تضيف نغمات تعزف على وتر مشاعرك.

في عرض فيلم مثل "والدة أمة" للمخرج ديفيد غريفيث، كانت الموسيقى تضفي هالة من الدراما، وتجعل المشاهد غارًقا في التجربة.

نهاية الحقبة: ظهور الصوت وتوديع الصمت

مع فلم "مغني الجاز" عام 1927م، أضيفت الكلمات إلى السينما، وانتهى عصر الصمت.

تخيل الجمهور عندما سمع الأصوات لأول مرة على الشاشة، كانت لحظة سحرية، كما لو أن الصورة نفسها أستيقظت لتروي قصتها.

أثر الصمت اليوم

حتى بعد عقود من الصخب، يظل صدى السينما الصامتة مؤثًرا. كانت تلك الأفلام درًسا في التعبير البصري، ولاتزال تلهم فناني السينما الحديثة.

كُتب بواسطة: عفراء مطيع 
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة